بسم الله الرحمن الرحيم
إعلم إن شرع الله في خلقة وسنته الجاريه فيهم هي الابتلاء
ومن يعتقد بغير ذالك فهو جاهل لشرع الله غير مدرك لهذه الحياة
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّه مَا فِي صُدُوركُمْ وَلِيُمَحَّص مَا فِي قُلُوبكُمْ وَاَللَّه عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُور " ال عمران 154
قال الله تعال ( ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصبرين & الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوإنا لله وإناإليه راجعون & أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
مايصيب الأنسان من هم وكدر وضيق إنما هو خيراً له
قال الرسول صلى الله علية وسلم ( مايصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاهم ولا حزن ولاأذى و غم حتى الشوكة يشكها إل حط الله بها من خطاياه )
ولهذه الابتلات أثار على نفس الانسان من تشتت في فكرة وأنغلاقه على نفسه وضياع لمصالحة
لذلك لم يتركنا الرب دون انا يرشدنا إلى الطريق المنجية من هذا ابتلاء وتخفيف اثاره على النفس
فعند حلول البلاء أبحث في علاقتك مع ربك هل هناك تقصير أو تقريط أو غفلة أرجع إلى الله وأرتم عند بابه وأستغفر لذنبك واطلبه أن يعينك على ذكره وعبادته فأن كنت ترى بأن ليس لك ذنب ولا تقصير ورضيت بعملك الناقص ونفسك الجاهله لله فيكفك هذا ذنباً
ثم تحل بالصبر وأعلم أنه مفتاح الفرج وتحلك بالصبر طاعة لله وطلبا ً واختياراً وليس عجزاً وكرهاً فهو امراً وجب بأجماع الأمه وهو نصف الأيمان قال تعال ( واصبرو إن الله مع الصابرين ) فمعية الله تتظمن حفظك ونصرك وتأيدك , والتسخط والجزع يزيد في المصيبة ويذهب الأجر
ثم أسع في كشف هذا البلاء مستعين بالله متوكل عليه وثق به بأنه سينجيك
فإن كنت مريض فأسعا في الشفاء بالرقية الشرعية و علاج الاطباء
وإن كان أذية الناس لك وظلمهم وتسلطهم
فابحث عن السبب لتزيله فربم تكون ظالم لهم وأنت لاتعلم
وأن تحسن الظن بالناس وأعلم أن الشيطان حريص على أن يفسد العلاقات الطيبه بين الناس
ثم يجب عليك ان لاتجعل فتنة الناس كعذاب الله وتعطي الأمور أكثر من مستحقها وأعلم انهم أموات لايملكون حولاً ولا قوة ولا نفع ولا ضر والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير, أحرص على ماينفعك وأستعن بالله ولا تعجز , وإن اصايك شيئ فلا تقل لوأني فعلت كذا كذا ولكن قل قدر الله وماشاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان )
وأن تحرص على ماينفعك بأن تستغل هذا البلاء وأجعله قربة لك عند الله برفع درجاتك فربما أرد الله بك درجة عالية في الجنه لم تصلها بقليل عملك , وربما أراد تكفير ذنوبك ليطهرك قبل دخولك لقبرك ,وأ علم بأن ابتلاء الدنيا مهما عظم فهو لاشيئ عند إبتلاء الأخرة .
وأن تحرص على الدعاء لهم بالهدايه وأصلاح أمورهم فيكون لك أجر هدايتهم وكل عمل يقومون به من خير وكل من سلم من شرهم وأذيتهم, وهذا من ألحرص على ماينفعك وهوتجميع الحسنات وأثقال الميزان
وأعلم بأنك لست رقيب على الناس ولست بهادى لهم , من لم يهده الله فلا هدى له
فليفعلو مايفعلو ويقولو مايقولو فلن تصلح أنت اقوالهم وافعالهم فلا تبحث في أقوالهم وأعمالهم حتى يتولد في قلبك كراهيتهم ومعاداتهم ودع الخلق للخالق
ثم العفو عن الناس وفي العفوا سلامة لقلبك فيرتاح من الهم والضيق وإذا سلام قلبك سلم جسدك من الأمراض
وأن الله لم يحث على العفو وفيه مضره للعبد وإنما منفعة في الدنيا والأخره .
وإنك إن أنتقمت لنفسك فإما إن تكون ظالم وذالك بأن تأخذ أكثر من حقك فتأثم وإما أنك لن تسطيع أن تنتقم لنفسك فتمرض قلبك بالقهر والحزن وتفسد على نفسك دينك ودنياك
قال الله تعالى:{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فاصفحي أخي رجاء أن يغفر لك الغفور الرحيم ...
الله يعرض عليك أن يغفر ذنوبك وأنت ترفض بل أفرح أن الله مكانك من هذا الموقف فهوا يحبك والله لم يبتل الناس ليعذبهم وإنم ليرحمهم . افعل ذلك لوجه الله ... واقهري أول أعدائك الشيطان
قال الله تعالى : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } . " أي ادفع السيئة إذا جاءتك من المسيء بأحسن ما يمكن دفعهاً به الحسنات ومنه مقابلة الإساءة بالإحسان والذنب بالعفو ، والغضب بالصبر ، والإغضاء عن الهفوات ، والاحتمال للمكروهات .
وقال مجاهد وعطاء : بالتي هي أحسن : يعني بالسلام إذا لقي من يعاديه ، وقيل بالمصافحة عند التلاقي { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } هذه هي الفائدة الحاصلة من الدفع بالتي هي أحسن ، والمعنى : انك إذا فعلت ذلك صار العدو كالصديق .
{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} قال الزجاج : ما يلقى هذه الفعلة وهذه الحالة ، وهي دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا على كظم الغيظ واحتمال المكروه { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } في الثواب والخير .
و قال قتادة : الحظ العظيم الجنة " . ينظر فتح القدير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما زاد الله عبدا بعفوا إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " رواه مسلم
وأبحث عن أسماء الله التي لم تكن لتعلمها لولا هذا البلاء مثل :
الحسيب الوكيل : الذي ماالتجأ إليه مخلص إلاكفاه ولا أعتصم به مؤمن إلا حفظه ووقاه قال تعال ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) الطلاق 3
اللهم أنت حسبي على كل ظالم اللهم أكفنيه بما شئت وأنت نعم الوكيل امرتنا بالتوكل فأجبناك فأعطنى ما وعدتنا
المغيث : لجميع مخلوقاته فما استغاثه ملهوف إلا نجاه . اللهم يامغيث أغثني فأني مكروبه
المجيب : لدعوة الداعي إذا دعاه في أي مكان وفي أي وقت فلا يشغله سمع عن سمع . اللهم أنت المجيب يامن لايشغلك سمع عن سمع ويا سامع صوتي وعالم بحالي اجيب لى دعائي
الصمد : الذي يصمد إليه جميع الخلائق في حوائجهم ومسائلهم فهو المقصود إليه في الرغائب المستغاث به عند المصائب
القادر المقتدر : إذا اراد شيئاً قال له كن فيكون لايعجزه شيئ : اللهم أنت قادر على كل جبار عنيد
الصبور : الذي لاأحد أصبر منه على أذى سمعه . اللهم يا صبور صبرني وأعني
الغني : ونحنوا الفقراء إليه
الكريم: يعطي لكل واحد مسألته مانقص ذلك مماعنده
فيكتمل للعبد مرتبة الانكسار بين يدالله والافتقار إليه
فيكون الابتلأ نعمة لماعرفت من لطف الله وقربك منه ( اللهم إني اسألك الأنس بقربك وبذكرك)
](( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ))
دعاء يستغيث منه الشيطان
## اللهم إنك سلطت علينا عدواعليم بعيوبنا , يرانا هو وقبيله من حيث لانراهم
اللهم آيسه منا كما آيسته من جنتك واقنطه منا كما آقنطته من رحمتك وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك وجنتك ..
منقوول
أتمنى الفائدة للجميع
تحياتي